التخطي إلى المحتوى الرئيسي

قصة ما خفي كان اعظم



 يحكى ان رجل طيب , حديثه فيه حكمة وعظة , سافر من قريته ومعه أبنه , هذا الآبن لازال فى ريعان الشباب , أنه كالعود الآخضر , لم تثقه الآحداث , ولم يكن لديه الحكمة التى تؤهله أن يعتمد على نفسه أو يكون عاقلا فى كلامه , أو يكون صبورا كما يفعل الرجال , هذا الشاب دائما عجولا , فهو يستعجل الآمور , وكل أفعاله مع الآخرين من منظور القوة .» سافر مع أبيه الى المدينة لقضاء بعض الحاجيات الهامة والتى تلزم بيتهم , أما الآب فكان زاده التعقل , فحين يتحدث , يكون حديثه بميزان العقل , لا التهور , لآنه ثقلته السنون والايام , كانا يسافران ومعهم الجمل الذى يحمل أ ثقالهم وزادهم خلال رحلتهم , لآن رحلتهم من المدنة الى قريتهم ليست بالسهلة ولا بالقريبة , فحين بدأ الآب والآبن الرحلة قال الرجل لآبنه : أرجوك يا ولدى أن تكون سندا لى خلال رحلتنا ولا تكون متهورا كعادتك , لآن رحلتنا يلزمها الصبر والتأنى .سارا الآثنان بين الجبال والفيافى القاحلة قاصدين القرية المنشودة بعد قضاء ما أرادا من هناك , لكن الرجل يتحلى بالصبر أما الشاب دائما عجولا , فى أثناء الرحلة مرض الجمل الذى يحملهما مرضا شديدا , وهذا المرض أدى الى موت الجمل , هنا أعترض الشاب على موت الجمل , ولكن الرجل وجه له نصيحة شديدة وقال له : ما خفى كان أعظم يا ولدى , أستعجب الشاب من والده عجبا شديدا , أتقول لى ونحن وسط الصحراء ما خفى كان أعظم !سارا الآثنان سويا وهم يحملون الزاد والزواد وما أشتروه من المدينة , الى أن شعرا بالتعب , فمالا نحو صخرة كبيرة للراحة والنوم , وخلال نومهما أتى ثعبان ولدغ الآبن من أحد أصبعه , وأستطاع الرجل أن يتصرف بحكمة وأستطاع الرجل أن يبتر أصبع أبنه الذى سار فيه سم الثعبان , وأعترض الآبن على ما حدث له , وأحتد على والده لآنه كان معترضا على تلك الرحلة منذ البداية , فرد والده بهدوء وقال للأبن : أصبر يا ولدى , ما خفى كان أعظم , فأندهش الآبن من تصرفات أبيه وكلامه فى تلك الظروف الصعبة ! .وسار الآثنان فى حر الجبال , لا ونيس ولا أنيس لها , وكان كلام الرجل لآبنه كله حكمة وذلك كى يعطى أبنه دفعة قوية من الآحتمال وقوة على تحمل الصعاب فى تلك الظروف الصعبة , قال الولد لآبيه ما بك يا والدى , كل ما يحدث لنا من سوء وشر تقول لى ( ما خفى كان أعظم ) . فال الرجل يا ولدى نحن لا نختار الظروف إنما الظروف هى التى تختارنا ولسنا بمنأى عنها , يا ولدى الحياة ليست ملكا لنا , نحن فيها ضيوف , وأمشى حسب ما يملى عليك فى الحياة , يا ولدى إن القول الصحيح والصادق يقول : لو علمتم الغيب لآخترتم الواقع , فأرض بما قسم لك ولى يا ولدى .سارا الآثنين سويا للرجوع الى بلدتهم بعد شراء ما أحتاجاه , وخلال مسيرهم شعر الآب بتعب شديد , فمرض الرجل مرضا شديدا , لدرجة أن الآبن ظن أن أبوه سوف يموت وأخذ يبكى ويقول لآبيه لا تموت يا والدى وتتركنى وحدى أنا فى حاجة ماسة لك فى هذه الصحراء القاحلة , وأخذ الولد يدعو ربه بدعوات كى لا يموت والده ويتركه وحيدا , بعد عدة أيام شفى الرجل من مرضه , ودار حديث بين الرجل وأبنه , وأخذ الآبن يؤنب أبيه على هذه الرحلة , فرد الرجل على إبنه وقال : يا بنى ما خفى كان أعظم فسكت الآبن ولم يتفوه بكلمه لآنه شبع من هذه العبارة التى كادت أن تفتله ألما كلما سمعها فى كل مرة.سارا الآثنان سويا بعد أن تماثل الرجل للشفاء , وأصبحا الآثنان على مشارف قريتهما , ونظرا الآثنان على القرية وإذا بالقرية لا أثر لها , أنها سويت بالآرض , من أثار زلزلا قويا ضربها منذ يومين , فسواها بالآرض , فاستعجب الآبن مما حدث للقرية وما أل بها , ونظر لوالده مستفسرا فقال له الآب قلت لك مرارا يا ولدى : ما خفى كان أعظم

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بائع النصائح

يحكى ان رجلا ضاقت به سبل العيش، فقرر ان يسافر بحثا عن الرزق، فترك بيته واهله وسار بعيدا، وقادته الخطى الى بيت احد التجار الذي رحب به واكرم وفادته، ولما عرف حاجته عرض عليه ان يعمل عنده، فوافق الرجل على الفور، وعمل عند التاجر يرعى الابل. وبعد عدة سنوات اشتاق فيها الرجل لبيته ورؤية اهله وابنائه، فأخبر التاجر عن رغبته في العودة الى بلده، فعزّ عليه فراقه لصدقه وامانته، فكافأه واعطاه بعضا من الابل والماشية. سار الرجل عائدا على اهله، وبعد ان قطع مسافة طويلة في الصحراء القاحلة، رأي شيخا جالسا على قارعة الطريق، ليس عنده شيء سوى خيمة منصوبة بجانب الطريق، وعندما وصل اليه حيّاه وسأله ماذا يعمل لوحده في هذا المكان الخالي وتحت حر الشمس، فقال له: انا اعمل في التجارة. فعجب الرجل وقال له: وما هي تجارتك؟ فقال له الشيخ: انا ا بيع نصائح، فقال الرجل: وبكم النصيحة؟! فقال الشيخ: كل نصيحة ببعير. فاطرق الرجل مفكرا في النصيحة وفي ثمنها الباهظ الذي عمل طويلا من اجل الحصول عليه، ولكنه في النهاية قرر ان يشتري نصيحة، فقال له: هات لي نصيحة. فقال الشيخ: «اذا طلع سهيل لا تأمن للسيل». قال في ن

التوكل والتواكل

يحكى أن رجلاً متعبداً في قرية كان قدوة للجميع لمستوى تدينه الرائع ، و كان كل أهل القرية يسألونه في أمور دينهم و يتخذونه نموذجاً يحتذى في الإيمان بالل ه. ويوما ما .... حل طوفا ن بالقرية أغرقها بالماء و لم يستطع أحد النجاة إلا من كان معه قارب ... فمر بعض أهل القرية على بيت المتعبد لينقذوه فقال لهم : " لا داعي ، الله سينقذني .. اذهبوا".. ثم مر أناس أخرون و قال لهم نفس الكلام : " لا داعي ، الله سينقذني ..اذهبوا".. و مرت أخر أسرة تحاول النجاة بنفس المتعبد و قالوا له :" اركب معنا نحن أخر من في القرية فإن لم ترحل معنا ستغرق" ، فأجاب : " لا داعي ، الله سينقذني ..اذهبوا".. انتهى الطوفان وتجمع أهل القرية فوجدوا جثة المتعبد فثار الجدل بين الناس ، أين الله؟ .. لماذا لم ينقذ عبده؟... قرر البعض الارتداد عن الدين !..حتى جاء شاب متعلم واعٍ و قال : " من قال لكم إن الله لم ينقذه ؟... إن الله أنقذه 3 مرات عندما أرسل له ثلاث عائلات لمساعدته لكنه لم يرد أن ينجو!". الحكمة : إن الله لا يساعدنا بطرق خرافية ووهمية ، إنما هو يجعل لكل شيء سبب

قصة حقيقية من التراث الشامي

ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1898 ﺯﺍﺭ ﺍﻻﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭ ﺍﻷﻟﻤﺎﻧﻲ ﻏﻠﻴﻮﻡ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺩﻣﺸﻖ ﻓﺨﺮﺟﺖ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻋﻦ ﺑﻜﺮﺓ أﺑﻴﻬﺎ ﻭﺍﺳﺘﻘﺒﻠﺘﻪ ﺍﺳﺘﻘﺒﺎﻻً حافلاً. ﺧﻼﻝ ﺍﻻﺳﺘﺒﻘﺎﻝ ﻭﻋﻨﺪ ﻣﺪﺧﻞ ﺍﻟﻘﻠﻌﺔ ﻻﺣﻈﺖ ﺍﻻﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﺓ ﺯﻭﺟﺔ ﻏﻠﻴﻮﻡ ﺣﻤﺎﺭﺍً ﺃﺑﻴﻀﺎً ﺟﻤﻴﻼً ﻓﺄﺛﺎﺭ ﺍﻧﺘﺒﺎﻫﻬﺎ ﻭﻃﻠﺒﺖ ﻣﻦ ﻭﺍلي دمشق حينها ﻣﺼﻄﻔﻰ ﻋﺎﺻﻢ ﺑﺎﺷﺎ ﺃﻥ ﻳﺄﺗﻴﻬﺎ ﺑﻪ ﻟﻜﻲ ﺗﺄﺧﺬﻩ ﻣﻌﻬﺎ ﺫﻛﺮﻯ ﺇﻟﻰ ﺑﺮﻟﻴﻦ . ﺭﺍﺡ ﺍﻟﻮﺍﻟﻲ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺪعى ( أبو ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺗﻠﻠﻮ )، ﻓﻄﻠﺐ ﺇﻟﻴﻪ ﺇﻫﺪﺍﺀ ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺯﻭﺟﺔ ﺍﻻﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭ ﻓﺎﻋﺘﺬﺭ . ﻏﻀﺐ ﺍﻟﻮﺍﻟﻲ ﻭﻋﺮﺽ على أبو الخير ﺷﺮﺍﺀ ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ , ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺃﺻﺮّ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻓﺾ ﻭﻗﺎﻝ : ” ﻳﺎ أﻓﻨﺪﻳﻨﺎ، ﻟﺪﻱ ﺳﺘﺔ ﺭﺅﻭﺱ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻴﻞ ﺍﻟﺠﻴﺎﺩ، ﺇﻥ ﺷﺌﺖ ﻗﺪﻣﺘﻬﺎ ﻛﻠﻬﺎ إﻟﻰ ﺍﻻﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﺓ ﻫﺪﻳﺔ دون مقابل ، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ ﻓﻼ “ ﺍﺳﺘﻐﺮﺏ ﺍﻟﻮﺍﻟﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﻭﺳﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﺒﺐ . ﺭﺩ ﺗﻠﻠﻮ ﻣﺒﺘﺴﻤﺎً : ” ﺳﻴﺪﻱ ﺍﺫﺍ أﺧﺪﻭﺍ ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ إﻟﻰ ﺑﻼﺩﻫﻢ ﺳﺘﻜﺘﺐ ﺟﺮﺍﺋﺪ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻋﻨﻪ ﻭسيسأﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻨﻴﻦ ﻫﺎﻟﺤﻤﺎﺭ ؟ ﻓﻴﺮﺩﻭﻥ ﻋﻠﻴﻪ : ” ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺎﻡ “. ﻭﻳﺼﺒﺢ “ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ ﺍﻟﺸﺎﻣﻲ ” ﺣﺪﻳﺚ ﻛﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ، ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻣﻌﺮضاً ﻟﻠﺴﺨﺮﻳﺔ , ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻫﻞ ﻳﻌﻘﻞ ﺍﻥ ﺍﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﺎﻧﻴﺎ ﻟﻢ ﺗﺠﺪ ﻓﻲ ﺩﻣﺸﻖ ﻣﺎ ﻳﻌﺠﺒﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺤﻤير ؟ ﻟﺬﻟﻚ ﻟﻦ أﻗﺪﻣﻪ ﻟﻬﺎ ﻭﻟﻦ ﺍﺑﻴﻌﻪ “ ﻧﻘﻞ ﺍﻟﻮﺍﻟﻲ ﺍﻟﺨﺒﺮ ﻟﻼﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭ ﻭﺍﻻﻣﺒﺮﻃﻮﺭﺓ ﻓﻀﺤﻜﺎ ﻛﺜﻴﺮ