التخطي إلى المحتوى الرئيسي

البنات كالتفاح




كاتب المقال مدرب معتمد من المركز الكندي للتنمية البشرية ( د/ ابراهيم الفقي)
وممارس أول معتمد من المركز الكندي للبرمجة اللغوية العصبية
وممارس معتمد من المركز الكندي لديناميكية التكيف العصبي
ومؤلف كتاب
' كلماتي لِفتاتي .. مبادئ للتفاهم والسعادة والنجاح في الحياة'
وأتمنى أن تستمتعوا مع المقال ..
لكل منهن لون ، وشكل ، ومذاق ، وطعم، وطبع خاص
لاتوجد واحدة أجمل من الأخرى
فلا الشقراء أجمل من السمراء
ولا الطويلة أفضل من القصيرة
ولا الرشيقة أفضل من البدينة
ولا صاحبة الشعر الحريري أفضل من الشعر المتموج
وأن لكل منها من يفضِّلها ويقدِّر قيمتها
فالأذواق تختلف ولكن
الفرق بينهن في النظافة (الداخلية والظاهرية) والبريق
فإذا كانت البنت ذات أخلاق فإن أخلاقها سوف تظهر على تصرفاتها وتبدو
على ملامح وجهها فتعطيها ضياءً وسماحةوجمالاً خاصاً،
فتبدو لامعة براقة كهذه التفاحات : وليست كهذه
بل هي جميلة الشكل والخُلُق
ليس هذا فحسب وإنما تحرص على مصاحبة التفاحات الصالحات مثلها
لأنها تعرف جيداً أن صديقة السوء كالدودة
التي تظل رويداً رويداً تنخُر داخل التفاحة السليمة
إنها تفاحة أيضا ولكنها شريرة كمصاص الدماء
تنشب أنيابها في صديقتها التفاحة الصالحة حتى تتركها فاسدة مثلها
لماذا
لأنها لا تطيق رؤية الصالحات الطاهرات
لأن ذلك يُشعرها بأنها فاسدة عفنة
فتحقد عليهن وتظل تراوغهن وتوهمهن بأنها صديقتهن وتحب مصلحتهن
ثم بعد أن تفسدهن، تدير لهن ظهرها وتُخرجُ لهن لسانها هكذا :
نعم إن تفاحة فاسدة واحدة وسط الكثير من التفاحات السليمة
لكنها تؤدي إلى فسادهن جميعاً وكما قيل :
تفاحة فاسدة واحدة تفسد المجموعة كلها
لذا ينبغي الابتعاد عن التفاحات السيئة
ومصاحبة التفاحات السليمة
ولا تهتم كم هن كثيرات التفاحات الفاسدات
بل تظل شامخة بشخصيتها وأخلاقها الفريدة
حتى ولو بقيت وحيدة كالمُهرة الأصيلة
حتى تجد من تستحق المصاحبة ..
أما عن الحب يا فتاتي
وما أدراك ما يحدث بسبب الحب
تلك المشاعر البريئة الرقيقة
التي قد تشعر بها الفتاة
يستغلها بعض الفاسدين من الشباب
فنجد أحدهم يقطف التفاحة القريبة من متناول يده
لأنه جبان يعلم أنه مخطىء
يريد أن يخطفها ويجري قبل أن يحاسبه أحد أو يحمِّله المسئولية
أو قد يأخذ التفاحات المتساقطة على الأرض، أوربما فوق رأسه
التي تهافتت عليه ورخَّصت من قيمتها وقَدرها
فنجده يتسلى بها تحت ستار الحب ويجرحها ويفسدها
ثم يرميها على قارعة الطريق هكذا : وحيدة تعيسة
والأسوأ من ذلك أن سُمعتها تسوء
ويبدأ الجميع في وصمها
بأنها سيئة الخُلُق
غير عفيفة ولا طاهرة
أما التفاحة الشامخة العفيفة العزيزة
فهي بأعلى الشجرة
أو كالتفاحة المغلفة البعيدة عن التراب والذباب
فلا تطمع بها يد الطامعين الذين يريدون الحصول عليها بسهولة
ولا تتسخ أو تصاب بميكروبات
بل تنتظر حتى يأتي الشجاع الذي يغامر ويتسلق الشجرة
الذي يستطيع دفع مهرها ويأخذها بعِزة وكرامة
وشَرَف : لها، و لهُ
فلطالما حلم بها
وأعد نفسه لليوم الذي يحصل فيه عليها
ولكن بشرف وشجاعة
مهما كانت المخاطر
لذا فإنه يحافظ عليها ويصونها لأنه يعرف قَدْرها
ولأنه تعب واجتهد لكي يصل إليها
ولأنها عالية شامخة عفيفة
فريدة نادرة بأخلاقها ..

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بائع النصائح

يحكى ان رجلا ضاقت به سبل العيش، فقرر ان يسافر بحثا عن الرزق، فترك بيته واهله وسار بعيدا، وقادته الخطى الى بيت احد التجار الذي رحب به واكرم وفادته، ولما عرف حاجته عرض عليه ان يعمل عنده، فوافق الرجل على الفور، وعمل عند التاجر يرعى الابل. وبعد عدة سنوات اشتاق فيها الرجل لبيته ورؤية اهله وابنائه، فأخبر التاجر عن رغبته في العودة الى بلده، فعزّ عليه فراقه لصدقه وامانته، فكافأه واعطاه بعضا من الابل والماشية. سار الرجل عائدا على اهله، وبعد ان قطع مسافة طويلة في الصحراء القاحلة، رأي شيخا جالسا على قارعة الطريق، ليس عنده شيء سوى خيمة منصوبة بجانب الطريق، وعندما وصل اليه حيّاه وسأله ماذا يعمل لوحده في هذا المكان الخالي وتحت حر الشمس، فقال له: انا اعمل في التجارة. فعجب الرجل وقال له: وما هي تجارتك؟ فقال له الشيخ: انا ا بيع نصائح، فقال الرجل: وبكم النصيحة؟! فقال الشيخ: كل نصيحة ببعير. فاطرق الرجل مفكرا في النصيحة وفي ثمنها الباهظ الذي عمل طويلا من اجل الحصول عليه، ولكنه في النهاية قرر ان يشتري نصيحة، فقال له: هات لي نصيحة. فقال الشيخ: «اذا طلع سهيل لا تأمن للسيل». قال في ن

التوكل والتواكل

يحكى أن رجلاً متعبداً في قرية كان قدوة للجميع لمستوى تدينه الرائع ، و كان كل أهل القرية يسألونه في أمور دينهم و يتخذونه نموذجاً يحتذى في الإيمان بالل ه. ويوما ما .... حل طوفا ن بالقرية أغرقها بالماء و لم يستطع أحد النجاة إلا من كان معه قارب ... فمر بعض أهل القرية على بيت المتعبد لينقذوه فقال لهم : " لا داعي ، الله سينقذني .. اذهبوا".. ثم مر أناس أخرون و قال لهم نفس الكلام : " لا داعي ، الله سينقذني ..اذهبوا".. و مرت أخر أسرة تحاول النجاة بنفس المتعبد و قالوا له :" اركب معنا نحن أخر من في القرية فإن لم ترحل معنا ستغرق" ، فأجاب : " لا داعي ، الله سينقذني ..اذهبوا".. انتهى الطوفان وتجمع أهل القرية فوجدوا جثة المتعبد فثار الجدل بين الناس ، أين الله؟ .. لماذا لم ينقذ عبده؟... قرر البعض الارتداد عن الدين !..حتى جاء شاب متعلم واعٍ و قال : " من قال لكم إن الله لم ينقذه ؟... إن الله أنقذه 3 مرات عندما أرسل له ثلاث عائلات لمساعدته لكنه لم يرد أن ينجو!". الحكمة : إن الله لا يساعدنا بطرق خرافية ووهمية ، إنما هو يجعل لكل شيء سبب

قصة حقيقية من التراث الشامي

ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1898 ﺯﺍﺭ ﺍﻻﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭ ﺍﻷﻟﻤﺎﻧﻲ ﻏﻠﻴﻮﻡ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺩﻣﺸﻖ ﻓﺨﺮﺟﺖ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻋﻦ ﺑﻜﺮﺓ أﺑﻴﻬﺎ ﻭﺍﺳﺘﻘﺒﻠﺘﻪ ﺍﺳﺘﻘﺒﺎﻻً حافلاً. ﺧﻼﻝ ﺍﻻﺳﺘﺒﻘﺎﻝ ﻭﻋﻨﺪ ﻣﺪﺧﻞ ﺍﻟﻘﻠﻌﺔ ﻻﺣﻈﺖ ﺍﻻﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﺓ ﺯﻭﺟﺔ ﻏﻠﻴﻮﻡ ﺣﻤﺎﺭﺍً ﺃﺑﻴﻀﺎً ﺟﻤﻴﻼً ﻓﺄﺛﺎﺭ ﺍﻧﺘﺒﺎﻫﻬﺎ ﻭﻃﻠﺒﺖ ﻣﻦ ﻭﺍلي دمشق حينها ﻣﺼﻄﻔﻰ ﻋﺎﺻﻢ ﺑﺎﺷﺎ ﺃﻥ ﻳﺄﺗﻴﻬﺎ ﺑﻪ ﻟﻜﻲ ﺗﺄﺧﺬﻩ ﻣﻌﻬﺎ ﺫﻛﺮﻯ ﺇﻟﻰ ﺑﺮﻟﻴﻦ . ﺭﺍﺡ ﺍﻟﻮﺍﻟﻲ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺪعى ( أبو ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺗﻠﻠﻮ )، ﻓﻄﻠﺐ ﺇﻟﻴﻪ ﺇﻫﺪﺍﺀ ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺯﻭﺟﺔ ﺍﻻﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭ ﻓﺎﻋﺘﺬﺭ . ﻏﻀﺐ ﺍﻟﻮﺍﻟﻲ ﻭﻋﺮﺽ على أبو الخير ﺷﺮﺍﺀ ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ , ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺃﺻﺮّ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻓﺾ ﻭﻗﺎﻝ : ” ﻳﺎ أﻓﻨﺪﻳﻨﺎ، ﻟﺪﻱ ﺳﺘﺔ ﺭﺅﻭﺱ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻴﻞ ﺍﻟﺠﻴﺎﺩ، ﺇﻥ ﺷﺌﺖ ﻗﺪﻣﺘﻬﺎ ﻛﻠﻬﺎ إﻟﻰ ﺍﻻﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﺓ ﻫﺪﻳﺔ دون مقابل ، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ ﻓﻼ “ ﺍﺳﺘﻐﺮﺏ ﺍﻟﻮﺍﻟﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﻭﺳﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﺒﺐ . ﺭﺩ ﺗﻠﻠﻮ ﻣﺒﺘﺴﻤﺎً : ” ﺳﻴﺪﻱ ﺍﺫﺍ أﺧﺪﻭﺍ ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ إﻟﻰ ﺑﻼﺩﻫﻢ ﺳﺘﻜﺘﺐ ﺟﺮﺍﺋﺪ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻋﻨﻪ ﻭسيسأﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻨﻴﻦ ﻫﺎﻟﺤﻤﺎﺭ ؟ ﻓﻴﺮﺩﻭﻥ ﻋﻠﻴﻪ : ” ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺎﻡ “. ﻭﻳﺼﺒﺢ “ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ ﺍﻟﺸﺎﻣﻲ ” ﺣﺪﻳﺚ ﻛﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ، ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻣﻌﺮضاً ﻟﻠﺴﺨﺮﻳﺔ , ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻫﻞ ﻳﻌﻘﻞ ﺍﻥ ﺍﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﺎﻧﻴﺎ ﻟﻢ ﺗﺠﺪ ﻓﻲ ﺩﻣﺸﻖ ﻣﺎ ﻳﻌﺠﺒﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺤﻤير ؟ ﻟﺬﻟﻚ ﻟﻦ أﻗﺪﻣﻪ ﻟﻬﺎ ﻭﻟﻦ ﺍﺑﻴﻌﻪ “ ﻧﻘﻞ ﺍﻟﻮﺍﻟﻲ ﺍﻟﺨﺒﺮ ﻟﻼﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭ ﻭﺍﻻﻣﺒﺮﻃﻮﺭﺓ ﻓﻀﺤﻜﺎ ﻛﺜﻴﺮ