التخطي إلى المحتوى الرئيسي

قصة الجار السيء



قصة الجار السيء



كان هناك رجلٌ يعيش بالمملكة يدعى فرحان خرج ذات مرة للبحث عن وظيفة يلتحق بها وكان متعجلًا من أمره ، وبينما كان يمر من أمام منزل جاره رزاق سقطت أوراق مهمة من جيبه ، حينها كان جاره ينظر من النافذة وشاهد الأوراق وهي تسقط من جيب فرحان ففكر سوءًا وقال في نفسه : “يا له من عار ذلك الجار السيئ تعمد أن يسقط من جيبه الأوراق محاولًا بهذا أن يفسد واجهة بيتي .

يجب عليّ أن ألقنه درسًا وانتقم منه ، قال هذا بدلاً من الخروج من المنزل وقول شيء ما لفرحان حيث خطط رزاق للانتقام من جاره ، وفي تلك الليلة أخذ سلة من الورق وذهب إلى منزل جاره فرحان ، وكان حينها فرحان ينظر أيضًا عبر النافذة ورأى ما حدث .


وفي وقت لاحق عندما كان يلتقط الأوراق التي تم إلقاؤها في شرفة منزله ، وجد الأوراق المهمة التي فقدها حيث تمزقت إلى عشرات القطع ، وتيقن أن جاره رزاق لم يقطع أوراقه فحسب بل كانت لديه خطة شريرة ، وهي أن يفسد مدخله بالقمامة .

لم يرد فرحان هو الأخر أن يقول شيئًا لجاره أو يعاتبه ، وبدلًا من ذلك بدأ بالتآمر أيضًا للانتقام منه في تلك الليلة ، حيث اتصل فرحان هاتفيًا بمزارع ليصنع طلبًا مكونًا من عشرة من الماعز ومائة من البط ، وطلب أن يتم تسليمها إلى منزل جاره .


وفي اليوم التالي كان جاره يعاني من متاعب كثيرة في محاولة منه ، لتخليص نفسه من العديد من الحيوانات الكثيرة والمزعجة ، التي تركت ورائها قمامة كثيرة أفسدت حديقته الجميلة ومدخل المنزل الخاص به ، الأمر الذي جعل رزاق في قمة غضبه ، وأيقن أن هذه كانت خدعة خبيثة من قبل جاره فرحان .

وبمجرد أن تخلص رزاق من الماعز والبط ، بدأ مرة أخرى يخطط للانتقام من جاره فرحان ، وهكذا استمر الانتقام بينهما لأشهرٍ واستمروا في الانتقام من بعضهما البعض ، وفي كل مرة كانت تتضاعف أعمالهما الانتقامية لتصبح أكبر وأكثر سخافة .

حيث انتهى إسقاط تلك القطعة الواحدة من الورق إلى استدعاء فرقة موسيقى في الليل ، وأيضًا إطلاق صافرة إطلاق النار وقيادة شاحنة إلى سياج في الحديقة ، وحتى إلقاء بقايا من الحجارة على النوافذ بل وصل الأمر إلى إطلاق النار على المنازل حتى انتهى الأمر بكليهما في المستشفى .

وهناك اضطرا إلى قضاء بعض الوقت مع بعضهما البعض ، حيث تقاسما الغرفة هناك وفي البداية رفضا التحدث إلى بعضهما البعض ، لأن كلً منهما كان يبغض الأخر لكنهما في يوم من الأيام تعبوا من حالة الصمت التي كانت تسود الغرفة ، فتوصلوا إلى الحديث مع بعضهما البعض حتى لو على مضض في البداية .

ومع مرور الوقت أصبحا صديقان عزيزان حتى أنهما في يوم من الأيام تجرأ أخيرًا على مناقشة أمر قطعة الورق ، ووقتها أدركا أنه كان هناك سوء تفاهم وقع بينهما ، وأنهما إذا كانا قد تحدثا مع بعضهما البعض في المناسبة الأولى بدلاً من القفز إلى استنتاجات حول النوايا السيئة ، فلم يكن ليحدث أي من ذلك ، ولكن كان الأفضل بالنسبة لهم أنهم ما زالوا يملكون منازلهم وأنهم عرفا حقيقة الأمر قبل أن يتأخر الوقت .

فحقيقة أنهما استطاعا الحديث معًا رغم العوائق التي كانت بينهما ، جعلتهم يصبحان صديقان وهذا ساعدهما بشكل كبير على التعافي من جراحهما ، والعمل معًا لإصلاح منازلهما التي تدمرت من جراء أفعالهم ، فالتواصل مع الجار من أهم أسباب الاستقرار والأمان والشعور بالدفء الاجتماعي .

لقد أدرك رزاق وفرحان أخيرًا قيمه الجيرة ، وتذكرا أحاديث رسول الله صلّ الله عليه وسلم في حق الجار ، فعن ابن عمر وعائشة رضي الله عنهما قالا : قال رسول الله صلّ الله عليه وسلم : (ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه) متفق عليه .

وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلّ الله عليه وسلم : (خيرُ الأصحابِ عِندَ الله خيرُهُم لصاحِبه ، وخيرُ الجيرانِ عِند الله خيرُهُم لجاره) صدق رسول الله صلّ الله عليه وسلم الذي عرف قيمة الجار وأوصانا به حتى ولو كان على غير الإسلام ، فرحم الله المصطفى حين زار جاره اليهودي في مرضه ، وهو الذي اعتاد أذيته ، إنه خلق الإسلام والمسلمين الذي علينا أن نتحلى به أسوة برسولنا الكريم .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بائع النصائح

يحكى ان رجلا ضاقت به سبل العيش، فقرر ان يسافر بحثا عن الرزق، فترك بيته واهله وسار بعيدا، وقادته الخطى الى بيت احد التجار الذي رحب به واكرم وفادته، ولما عرف حاجته عرض عليه ان يعمل عنده، فوافق الرجل على الفور، وعمل عند التاجر يرعى الابل. وبعد عدة سنوات اشتاق فيها الرجل لبيته ورؤية اهله وابنائه، فأخبر التاجر عن رغبته في العودة الى بلده، فعزّ عليه فراقه لصدقه وامانته، فكافأه واعطاه بعضا من الابل والماشية. سار الرجل عائدا على اهله، وبعد ان قطع مسافة طويلة في الصحراء القاحلة، رأي شيخا جالسا على قارعة الطريق، ليس عنده شيء سوى خيمة منصوبة بجانب الطريق، وعندما وصل اليه حيّاه وسأله ماذا يعمل لوحده في هذا المكان الخالي وتحت حر الشمس، فقال له: انا اعمل في التجارة. فعجب الرجل وقال له: وما هي تجارتك؟ فقال له الشيخ: انا ا بيع نصائح، فقال الرجل: وبكم النصيحة؟! فقال الشيخ: كل نصيحة ببعير. فاطرق الرجل مفكرا في النصيحة وفي ثمنها الباهظ الذي عمل طويلا من اجل الحصول عليه، ولكنه في النهاية قرر ان يشتري نصيحة، فقال له: هات لي نصيحة. فقال الشيخ: «اذا طلع سهيل لا تأمن للسيل». قال في ن

التوكل والتواكل

يحكى أن رجلاً متعبداً في قرية كان قدوة للجميع لمستوى تدينه الرائع ، و كان كل أهل القرية يسألونه في أمور دينهم و يتخذونه نموذجاً يحتذى في الإيمان بالل ه. ويوما ما .... حل طوفا ن بالقرية أغرقها بالماء و لم يستطع أحد النجاة إلا من كان معه قارب ... فمر بعض أهل القرية على بيت المتعبد لينقذوه فقال لهم : " لا داعي ، الله سينقذني .. اذهبوا".. ثم مر أناس أخرون و قال لهم نفس الكلام : " لا داعي ، الله سينقذني ..اذهبوا".. و مرت أخر أسرة تحاول النجاة بنفس المتعبد و قالوا له :" اركب معنا نحن أخر من في القرية فإن لم ترحل معنا ستغرق" ، فأجاب : " لا داعي ، الله سينقذني ..اذهبوا".. انتهى الطوفان وتجمع أهل القرية فوجدوا جثة المتعبد فثار الجدل بين الناس ، أين الله؟ .. لماذا لم ينقذ عبده؟... قرر البعض الارتداد عن الدين !..حتى جاء شاب متعلم واعٍ و قال : " من قال لكم إن الله لم ينقذه ؟... إن الله أنقذه 3 مرات عندما أرسل له ثلاث عائلات لمساعدته لكنه لم يرد أن ينجو!". الحكمة : إن الله لا يساعدنا بطرق خرافية ووهمية ، إنما هو يجعل لكل شيء سبب

قصة حقيقية من التراث الشامي

ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1898 ﺯﺍﺭ ﺍﻻﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭ ﺍﻷﻟﻤﺎﻧﻲ ﻏﻠﻴﻮﻡ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺩﻣﺸﻖ ﻓﺨﺮﺟﺖ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻋﻦ ﺑﻜﺮﺓ أﺑﻴﻬﺎ ﻭﺍﺳﺘﻘﺒﻠﺘﻪ ﺍﺳﺘﻘﺒﺎﻻً حافلاً. ﺧﻼﻝ ﺍﻻﺳﺘﺒﻘﺎﻝ ﻭﻋﻨﺪ ﻣﺪﺧﻞ ﺍﻟﻘﻠﻌﺔ ﻻﺣﻈﺖ ﺍﻻﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﺓ ﺯﻭﺟﺔ ﻏﻠﻴﻮﻡ ﺣﻤﺎﺭﺍً ﺃﺑﻴﻀﺎً ﺟﻤﻴﻼً ﻓﺄﺛﺎﺭ ﺍﻧﺘﺒﺎﻫﻬﺎ ﻭﻃﻠﺒﺖ ﻣﻦ ﻭﺍلي دمشق حينها ﻣﺼﻄﻔﻰ ﻋﺎﺻﻢ ﺑﺎﺷﺎ ﺃﻥ ﻳﺄﺗﻴﻬﺎ ﺑﻪ ﻟﻜﻲ ﺗﺄﺧﺬﻩ ﻣﻌﻬﺎ ﺫﻛﺮﻯ ﺇﻟﻰ ﺑﺮﻟﻴﻦ . ﺭﺍﺡ ﺍﻟﻮﺍﻟﻲ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺪعى ( أبو ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺗﻠﻠﻮ )، ﻓﻄﻠﺐ ﺇﻟﻴﻪ ﺇﻫﺪﺍﺀ ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺯﻭﺟﺔ ﺍﻻﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭ ﻓﺎﻋﺘﺬﺭ . ﻏﻀﺐ ﺍﻟﻮﺍﻟﻲ ﻭﻋﺮﺽ على أبو الخير ﺷﺮﺍﺀ ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ , ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺃﺻﺮّ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻓﺾ ﻭﻗﺎﻝ : ” ﻳﺎ أﻓﻨﺪﻳﻨﺎ، ﻟﺪﻱ ﺳﺘﺔ ﺭﺅﻭﺱ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻴﻞ ﺍﻟﺠﻴﺎﺩ، ﺇﻥ ﺷﺌﺖ ﻗﺪﻣﺘﻬﺎ ﻛﻠﻬﺎ إﻟﻰ ﺍﻻﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﺓ ﻫﺪﻳﺔ دون مقابل ، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ ﻓﻼ “ ﺍﺳﺘﻐﺮﺏ ﺍﻟﻮﺍﻟﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﻭﺳﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﺒﺐ . ﺭﺩ ﺗﻠﻠﻮ ﻣﺒﺘﺴﻤﺎً : ” ﺳﻴﺪﻱ ﺍﺫﺍ أﺧﺪﻭﺍ ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ إﻟﻰ ﺑﻼﺩﻫﻢ ﺳﺘﻜﺘﺐ ﺟﺮﺍﺋﺪ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻋﻨﻪ ﻭسيسأﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻨﻴﻦ ﻫﺎﻟﺤﻤﺎﺭ ؟ ﻓﻴﺮﺩﻭﻥ ﻋﻠﻴﻪ : ” ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺎﻡ “. ﻭﻳﺼﺒﺢ “ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ ﺍﻟﺸﺎﻣﻲ ” ﺣﺪﻳﺚ ﻛﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ، ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻣﻌﺮضاً ﻟﻠﺴﺨﺮﻳﺔ , ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻫﻞ ﻳﻌﻘﻞ ﺍﻥ ﺍﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﺎﻧﻴﺎ ﻟﻢ ﺗﺠﺪ ﻓﻲ ﺩﻣﺸﻖ ﻣﺎ ﻳﻌﺠﺒﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺤﻤير ؟ ﻟﺬﻟﻚ ﻟﻦ أﻗﺪﻣﻪ ﻟﻬﺎ ﻭﻟﻦ ﺍﺑﻴﻌﻪ “ ﻧﻘﻞ ﺍﻟﻮﺍﻟﻲ ﺍﻟﺨﺒﺮ ﻟﻼﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭ ﻭﺍﻻﻣﺒﺮﻃﻮﺭﺓ ﻓﻀﺤﻜﺎ ﻛﺜﻴﺮ